مقتطف من رواية معبر ٦٣
معبر -63 – ريما هلال – رواية — .
قالت دون أن تنظر لي:
تفوح منك رائحة الحبق إذن
جاوبتها دون النظر إليها أيضاً:
أنا لا أعلم ما هو الحبق، وقلبي يرتجف، وجسمي يرتجف
نبتة الريحان في بلادكم الحبق وحده يا بنتي قادر على إصلاح الأمور
ثقي بالحبق.
– خشيت أن أسافر قبل أن أجدك.
-ها أنا أمامك
أخشى أني أهذي الآن
التجربة تثبت
تلعثم لساني وتلاطمت أفكاري ولم أعد أعلم ما أريد ولم بحثت طويلاًعنها، وما حيلتي؟ وما أملك؟ وما هي أسئلتي؟
نظرت لي وابتسمت وقد سقطت دمعة من عيني اليسرى فقالت لي:
يوماً ما
حاولت النظر إليها لأسألها عن مقصدها ولكنها أجابت وكأنها تقرأ أفكاري ذاك اليوم الرائع، اليوم الذي ستلتقون فيه جميعكم وجهاً لوجه.
أنا أعلم أنها لا تقصد عائلتي فتحت فمي لأتكلم ولكنها أردفت وهي تنظر للأعلى قائلة:
عليك أن تختبري كل شيء بنفسك
لم سرق الموت عائلتي؟
إن الموت عملية بسيطة تقوم بها الروح باستبدال جسد بجسد آخر دون ألم وكأنها تبدل مجرد معطف، لذلك لا مبرر لأحد أن يخاف الموت أو حتى يرفضه.
جمعت قواي ونظرت لعينيها وقلت لها: أريد معرفة الحقيقة.
اليقين ثم الشجاعة، عليك أن تكوني شجاعة لتتصلي بالكون الحقيقة يابنتي تأتي لمن يبحث عنها فقط عليك أن تدركي ذاك السر دون مخطوطة أو مساندة شخص آخر فأنا أو أي شخص ليس سوى مشتت لك، عيشي
تجربتك الخاصة فأنت وحدك مخلصة نفسك وتذكري دائماً أن الكون لافأنت وحدك مخلصة نفسك وتذكري دائماً أن الكون لا يلتفت إلا للنوايا ولا يكترث للأفعال والأقوال، لذا إن تهت فاجعلي قلبك دليلاً لك.
لم يتبق الكثير لرحلتي، أذهب إلى جامعتي أم أتبع أحلامي وحدسي وما يقوله قلبي.
كل ما تبحثين عنه من أجوبة هي بداخلك وحدك. بداخلي صوت يدفعني لتلك الرسامة ولعائلتي وسأتبعه، قولي لي من أين أبدأ؟
من داخلك، الرحلة الحقيقية تبدأ من الداخل، أنت صناديق مقفلة فيها ماضيك وحاضرك وكل ما عليك هو فتحها.